الارهابيون في الجنوب السوري في خدمة الاهداف والطموحات الاسرائيلية

 تطمح القيادة الاسرائيلية الحالية، كما طمحت القيادات السابقة، في ابقاء هضبة الجولان المحتل تحت سيطرتها وهيمنتها للابد، ومن أجل تعزيز ذلك تسعى جاهدة الى استغلال الظروف والمعطيات والاجواء لتأمين تحقيق الطموح، واستمرار احتلال الجولان.

ويأتي تدخل هذه القيادة الاسرائيلية بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في المؤامرة التي تتعرض لها سورية، وخاصة في الجنوب السوري، من أجل تحقيق هذا الطموح الاسرائيلي، وتأكيد قرار الضم للجولان السوري المحتل. وبدأ التدخل بشكل انساني، أي بتقديم مساعدات للمصابين من المسلحين المعارضين للنظام والمتواجدين في منطقة الجنوب السوري من الجولان وحتى الحدود الاردنية. وقد تمت معالجة الآلاف منهم خلال السنوات الماضية. وتوسع الدعم الاسرائيلي الى القيام بقصف مواقع عسكرية سورية في حال الشعور بأن المسلحين يتعرضون للخطر بحجة ان قذيفة من الاراضي السورية وقعت على الاراضي التي تحتلها “اسرائيل”، وتكون غالباً هذه القذيفة قد أطلقها المسلحون الارهابيون حتى يعطوا اشارة أو رسالة للجانب الاسرائيلي للتدخل.

هؤلاء المسلحون – حسب الاعتقاد الاسرائيلي – ينتمون الى جبهة النصرة اسماً فقط، ولكنهم ينتمون بالفعل الى “اسرائيل” التي تعدهم ليشكلوا حزاماً أمنياً لها لمنع جهاديي حزب الله من الوصول الى هذه الحدود مع اسرائيل، وكذلك لمنع أي مقاومة عربية قد تنطلق من سورية عبر الجولان.

والقيادة الاسرائيلية تتمنى أن يتم التقسيم في سورية، وبالتالي ستطالب بأن يكون الجولان والجنوب السوري من حصتها. وهذا ما عبّر نتنياهو عنه في أحد لقاءاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال له وبكل وضوح ان الجولان أرضاً سورية، وهناك قرار 242 الدولي يقر ويقول ذلك.

مصادر عديدة أكدت أن “اسرائيل” لن تسمح للجيش العربي السوري بالقضاء على هؤلاء الارهابيين في الجنوب السوري الا في حالة ان هناك تعهداً بأن الجولان لن يتحول الى منصة للمقاومة والعمليات ضد “اسرائيل”، وان الجولان المحتل سيبقى بيد “اسرائيل”، وان هناك استعداداً لتحقيق سلام مع سورية دون تنازل اسرائيل عن أي جزء من الجولان المحتل.

منطقة الجولان والجنوب السوري حيوية بالنسبة لـ”اسرائيل” وخاصة انها تحتضن ينابيع المياه الحوضية المتجهة نحو اسرائيل، كما انها منطقة زراعية جيدة.

هناك طموح اسرائيلي أكبر في أن “تقسيم” سورية قد يؤدي الى اقامة دولة درزية في منطقة السويداء، ومن الممكن ضمها الى “اسرائيل” لتوحيد الدروز في المنطقة مع ان دروز السويداء لن يقبلوا بذلك!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com