أسباب ودوافع اعتراف اسرائيل الآن بمسؤوليتها عن قصف دير الزور قبل 11 عاماً

بعد مرور ما يقارب 11 عاماً، تعترف اسرائيل اليوم بأن طائراتها من طراز”الف 15″ و”اف 16″ قامت بقصف المفاعل النووي السوري قيد الانشاء في دير الزور ليلة 5 و6 أيلول عام 2007. وسائل الاعلام كانت قد حملت حينها اسرائيل مسؤولية هذا القصف، ولكن اسرائيل لم تقل أية كلمة حول الامر، وبقيت صامتة. واليوم تعلن مسؤوليتها عن ذلك.

التساؤل الذي يطرحه كثيرون: لماذا هذا الاعلان عن هذه المسؤولية في هذه الفترة بالذات؟

هناك عدة أسباب ودوافع وراء ذلك ومن أهمها:-

  1. بعد قيام سورية باسقاط طائرة مقاتلة من نوع “اف 16” قبل عدة اسابيع، أرادت اسرائيل رفع المعنويات لدى طياريها، والتحدث عن “بطولة” سابقة حققها طياروها قبل 11 عاماً.
  2. أرادت اسرائيل توجيه رسالة الى ايران مفادها انها لن تسمح باقامة مفاعل نووي، أو أية قاعدة عسكرية يشكل وتشكل خطراً على الأمن الاسرائيلي، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وفي دولة مجاورة لحدودها!
  3. تود اسرائيل ابلاغ الدول المحيطة بها، وخاصة دول محور المقاومة، أن سلاحها الجوي قوي، وقادر على الوصول الى أي مكان لتدمير أي هدف يشكل خطراً على أمن اسرائيل. وان هذا السلاح المتطور ما زال قوياً، وقد يقوم بعمليات جديدة!
  4. كشفت اسرائيل عن حقيقة تعاون تركيا في هذا الانجاز الاسرائيلي اذ ان طائراتها الحربية قصفت المفاعل النووي السوري قيد الانشاء من خلال الاراضي التركية بعد توجهها من النقب الى الشمال عبر اجواء البحر الابيض المتوسط ثم السير على الحدود التركية السورية نحو دير الزور!
  5. كانت اسرائيل تجمع المعلومات عن هذا المفاعل النووي منذ 3 سنوات قبل عملية القصف، مما تشير في ذلك الى أنها تجمع الآن معلومات دقيقة عن الدول المجاورة لها، وتعرف كل ما يجري هناك، وهذا يعني أنها تراقب كل التحركات التي تشكل خطراً على اسرائيل بصورة منتظمة ودائمة، ولا أحد يستطيع اخفاء أي شيء خطير يحاك ضدها!
  6. العملية العدوانية على دير الزور تمت في عهد رئيس وزراء اسرائيل السابق ايهود اولمرت الذي سيصدر كتاباً عن انجازاته قريباً جداً، ولذلك ارادت المؤسسة العسكرية ان تظهر بطولاتها لا بطولات اولمرت في هذه الغارة على دير الزور، وارادت منح سلاح الطيران هذا الانجاز، وليس لقرار اولمرت الجريء الذي وافق على هذه الغارة العدوانية. كما ان هذه العملية العدوانية تمت باعداد قادة عسكريين منهم جابي اشكنازي الذي سيدخل الحلبة السياسية قريباً. أي أن الهدف هو “تلميع” سلاح الجو، وقادة الجيش على حساب اولمرت! وخاصة في ظل رغبته في العودة الى الحلبة السياسية قريباً.
  7. الاعتراف بمسؤولية اسرائيل عن هذه الغارة هي رسالة الى نتنياهو بأنه ليس صاحب قرارات جريئة مثل من سبقوه، وهذا يعني الاساءة اليه في ظل التحقيقات الجارية معه حول ملفات فساد قد يكون متورطاً فيها!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com