المطران عطا الله حنا : ” في المفهوم الاحتلالي الضحية هو ارهابي اما القاتل فهو الضحية ” 

القدس – شارك سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في ندوة على الزووم وذلك بدعوة من مؤسسة العدالة والسلام النمساوية ومقرها فيينا وقد شارك في اعمال هذه الندوة عدد من رجال الدين والحقوقيين ودعاة العدالة والسلام في النمسا وخارجها .
وقد كان سيادة المطران عطا الله حنا المتحدث الرئيسي في اعمال هذه الندوة الافتراضية حيث خاطب المشاركين مباشرة من القدس موجها لهم التحية وشاكرا اياهم على مشاعرهم الانسانية وانحيازهم لقضايا العدالة والحرية وفي مقدمتها قضية شعبنا الفلسطيني .
وقال سيادته في كلمته بأنه يطيب لنا ان نخاطبكم من مدينة السلام المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث والمدينة التي نعتبرها كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين عاصمتنا الروحية والوطنية وحاضنة اهم مقدساتنا مسيحية كانت ام اسلامية .
وقال سيادته بأننا انطلاقا من قيمنا الانسانية والروحية نرفض رفضا قاطعا مظاهر العنصرية والكراهية ايا كان شكلها وايا كان لونها ونطالب بتكريس قيم المحبة والاخوة والسلام بين الانسان واخيه الانسان ، كما اننا نرفض ان يُضطهد وان يُستهدف اي انسان في عالمنا بسبب انتماءه الديني او خلفيته العرقية او الثقافية او لون بشرته فالبشر جميعا ينتمون الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله والله في خلقه لم يميز بين انسان وانسان.
نرفض مظاهر الكراهية والعنف والاضطهاد والاستهداف الذي يتعرض له المستضعفون في هذه الارض وفي مقدمتهم شعبنا الفلسطيني الذي ما زال يعاني من الاحتلال والمظالم التي ترتكب بحقه في كافة تفاصيل حياته .
اما مدينة السلام فقد حُجب عنها السلام وتحولت الى مدينة عنف وكراهية والفلسطينيون فيها مستهدفون في مقدساتهم واوقافهم واحيائهم ، في القدس هنالك استهداف للاحياء والاموات فكما يستهدف الاحياء هكذا يستهدف الاموات في قبورهم واليوم هنالك تجريف للمقبرة اليوسفية العريقة في القدس ناهيك عن استهداف مقابر اخرى واستهداف المقدسات والاوقاف وما يتعرض له اهلنا في حي الشيخ جراح وفي سلوان .
ومؤخرا اقدمت السلطات الاحتلالية على وصف مؤسسات فلسطينية اهلية مدنية بأنها مؤسسات ارهابية ففي نظر الاحتلال كل فلسطيني يدافع عن شعبه وقضيته العادلة هو مرشح ان يكون ارهابيا في حين الارهابي الحقيقي هو من يقمع شعبنا ويستهدف مدينة القدس والقضية الفلسطينية كلها .
هنالك ظلم وتزييف وتضليل ومحاولة احتلالية لحرف الابصار وحرف البوصلة عن القضية الاساسية وهي ان هنالك احتلالا يجب ان يزول ولا يمكن ان يتحقق السلام الذي يتغني به البعض بدون تحقيق العدالة وانهاء الاحتلال لكي ينعم شعبنا بالحرية التي يستحقها مثل باقي شعوب العالم .
نناشدكم بأن تكونوا دائما الى جانب فلسطين وقضيتها العادلة وقاوموا سياسة التزوير والتضليل وقلب الحقائق حيث ان في المفهوم الاحتلالي الضحية اصبح ارهابيا والقاتل والمجرم اصبح ضحية .
انها مفاهيم خاطئة يجب ان يرفضها كافة العقلاء في عالمنا ويجب ان يرفضها دعاة العدالة والمدافعين عن حقوق الانسان في كل مكان في هذا العالم .
وضع سيادته المشاركين في اعمال هذه الندوة في صورة ما يحدث في مدينة القدس كما واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com