تنظيم التواجد الديني في القدس الشرقية بات ضرورة عربية وإسلامية دقيقة

معتز خليل

يؤكد عدد من علماء الدين الإسلامي أن الاحتلال يقوم بانتهاج سياسات استفزازية حول الحرم القدسي المسجد الأقصى، وهو ما يصل إلى تدنيس قدسيته، وتخلق الحساسية الدينية للمسجد الأقصى إلى اشتعال المواجهات بين فترة وأخرى بين الكثير من عناصر المقاومة وعدد من عناصر جيش الاحتلال.

اللافت هنا إن محاولة عناصر المقاومة حماية المسجد الأقصى تقابل بعنف من الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي يؤدي إلى تصعيد الموقف برمته في مدينة القدس.

وأخيرًا وقعت عدد من التطورات الجيوسياسية اللافتة في المنطقة والقدس ومنها الإعلان السعودي عن افتتاح قنصلية جديدة للرياض في القدس الشرقية.

بات واضحًا أن التواجد الديني سواء العربي والإسلامي في القدس الشرقية يتطلب تنظيمًا محددًا، وهو التنظيم الذي بات حتميا مع افتتاح القنصلية السعودية في القدس الشرقية، وهي القنصلية التي اتفقت كلا من السعودية والسلطة الفلسطينية على افتتاحها مؤخرا.

وتوضح بعض من التقديرات الغربية إلى أن السعودية ترغب في أن تقول للأردن بأنها تعتبر نفسها مخولة بالتواجد في المسجد الأقصى في القدس الشرقية، الأمر الذي من شأنه أن يجعل ولي العهد وسلالة آل سعود مسؤولين عن الأماكن المقدسة الثلاثة الأهم في الإسلام وهي مكة والمدينة المنورة والأقصى في القدس المحتلة “.

الفكر السعودي

 وهناك حضور مهم لمدينة القدس والمسجد الأقصى في الفكر السعودي، وهي معلومة يعرفها الجانب الإسرائيلي جيدًا، وبالتالي فإن مجرد وجود “إسرائيل” في القدس هو أمر يمثل أهمية كبيرة لها الآن وسيكون حاضرا في الفكر السعودي، الغريب أن الورقة قالت إن هذا متأصل في الفكر السعودي منذ عهد قريش واحتكار الآلهة حول الكعبة لتحج إليها القبائل، وهو أمر يؤمن به آل سعود ويرغبون في استمراره حتى وأن كان في القدس والواقعة خارج حدود المملكة.

وبات واضحًا أن السعودية تتحفظ على ما يمكن وصفه بالسيطرة الأردنية على المسجد الأقصى، الأمر الذي يثير قلق جهات أردنية ودفع بالعاهل الأردني إلى طرح هذه القضية على الرئيس الفلسطيني في اجتماعهما الأخير في عمان، وهو الاجتماع الذي سبق القمة المصرية، حيث ناقش أبو مازن والملك عبد الله الخوف من خطى السعودية في مساجد القدس الشرقية.

ونقلت بعض التقارير حديثا عن شعور إسرائيل بالضعف الأردني منذ اعتلاء الملك عبد الله العرش، وهو الضعف الذي يتم استغلاله من قبل الإخوان المسلمين ورعاتهم الرئيسيين قطر وتركيا ولا يحبها السعوديون الذين تميل إلى التدخل في إدارة الأماكن المقدسة للمسلمين.

ومن الأمور التي تتحفظ عليها السعودية مثلا انتشار عناصر حماس أو الجهاد في ربوع ورحاب الأقصى، وتواصل المظاهرات ضد القادة العرب عقب صلاة الجمعة مثلا، وهو ما فسرته السعودية بأنه يعكس حالة ضعف أردنية لا يمكن القبول بها.

وتصاعدت أهمية هذه النقطة مع فتح السعودية وتحديدا رجال ولي العهد السعودي لخط اتصال مع بعض من العناصر الدينية والسياسية في القدس الشرقية، وهو خط الاتصال الذي آمنته إسرائيل وتعرفه، بل وتعرفه أيضًا مصادر عربية مثل مصر والإمارات اللتان تراقبان الآن هذا الأمر دون تدخل مباشر نظرًا لحساسيته.

الاتصالات السعودية مع بعض من وجهاء القدس الشرقية أشارت إلى توجس هؤلاء الوجهاء من السيطرة التركية على بعض من الخدمات والجمعيات والمرافق، وهو ما زاد من دقة هذه الاتصالات وسعى “إسرائيل” ليس فقط لدعمها بل ونقل رسائل للسعوديين بأنها حقيقية ويمكن أن تسبب لهم أزمات خاصة مع سعي الأتراك والرئيس أردوغان تحديدًا لتدشين قوة ناعمة تركية في القدس.

18/8/2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com