الاحتلال بصدد بناء مستوطنتين جديدتين في القدس المحتلة

بلديته في القدس تساوم مدارس المدينة إما اعتماد المنهاج المحرّف أو سحب التراخيص

إعداد: علي إبراهيم

تستمر اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك بشكلٍ شبه يومي، وتشهد هذه الاقتحامات أداء المستوطنين للصلوات اليهوديّة العلنية في ساحات الأقصى الشرقية عامة، وقرب مصلى باب الرحمة على وجه الخصوص، بحماية عناصر الاحتلال الأمنية، وشهد أسبوع الرصد تنظيم المستوطنين لمسيرة استيطانية استفزازية جالت في أزقة البلدة القديمة. أما على الصعيد الديموغرافي تتابع أذرع الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، وإجبار المقدسيين على هدم منازلهم ذاتيًا بذريعة البناء من دون ترخيص، وشهد أسبوع الرصد مناقشة مخططات استيطانية ضخمة، تضم بناء مستوطنتين جديدتين في القدس المحتلة. وتسلط النشرة الأسبوعية الضوء على استمرار استهداف قطاع التعليم في القدس المحتلة، وآخر حلقاته إرسال المعارف الإسرائيلية كتابًا إلى المدارس الفلسطينية، تضمن مساومة ما بين البقاء على تراخيص هذه المدارس واعتماد المنهاج المحرّف، وتهديدًا صريحًا باعتماد مناهج لا تتضمن “تحريضًا ضد إسرائيل” بحسب معارف الاحتلال.

التهويد الديني والثقافي والعمراني

تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها شبه اليومية للمسجد الأقصى المبارك، ففي 6/9 اقتحم الأقصى 166 مستوطنًا، من بينهم 25 طالبًا من معاهد الاحتلال التلمودية، و30 عنصرًا أمنيًا شاركوا في اقتحام الأقصى باللباس المدني، وشهد الاقتحام أداء مستوطنات طقوسًا يهودية علنية في ساحات المسجد الشرقية. وفي 7/9 اقتحم الأقصى 170 مستوطنًا، بحماية مشددة من قبل قوات الاحتلال، تجولوا في ساحات المسجد، وأدوا طقوسًا يهودية علنية قرب مصلى باب الرحمة. وفي فجر يوم الجمعة في 8/9 اقتحمت قوات الاحتلال مصلى باب الرحمة، ودمرت بعض محتويات المصلى، وصادرت البعض الآخر. وأشار متابعون لشؤون القدس والأقصى إلى أن اقتحام المصلى بشكلٍ متكرر، وتدمير محتوياته، محاولة لإفراغه من المصلين والمرابطين، والدفع نحو إغلاق المصلى مرة أخرى.

وفي 10/9 اقتحم الأقصى 203 مستوطنين، شاركوا في أداء الطقوس اليهودية العلنية في ساحات الأقصى الشرقية. وفي 11/9 اقتحم الأقصى 188 مستوطنًا، من بينهم 25 عنصرًا أمنيًا، اقتحموا المسجد باللباس المدنيّ، وتجولوا في ساحات الأقصى بشكلٍ استفزازي. وفي 12/9 اقتحم الأقصى 214 مستوطنًا، من بينهم 85 من عناصر الاحتلال الأمنية ومخابراته، اقتحموا الأقصى باللباس المدني، وأدى عددٌ من المقتحمين طقوسًا يهودية علنية في ساحات الأقصى الشرقية.

وشهد أسبوع الرصد مسيرة استفزازية جديدة، ففي 11/9 أغلقت قوات الاحتلال عددًا من شوارع القدس المحتلة، وأجبرت المحال التجارية في شارع الواد على الإغلاق، لتأمين الحماية لمسيرة استيطانية، جابت أحياء البلدة القديمة، وأدى المشاركون فيها رقصاتٍ استفزازية، وهتفوا بشعاراتٍ معادية للعرب والمسلمين. وتأتي المسيرة في سياق استعدادات أذرع الاحتلال لموسم الأعياد اليهودية القادمة، الذي يبدأ في 16/9/2023.

التهويد الديموغرافي

لا تتوقف آلة الاحتلال عن هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 6/9 هدمت جرافات الاحتلال عددًا من المنشآت في بلدة عناتا، وبحسب مصادر مقدسية بدأت جرافات الاحتلال بالهدم في ساعة مبكرة، وهدمت منزلين ونحو 10 منشآت تجارية، من دون إنذارٍ مسبق، ولم تسمح لأصحاب المحال التجارية من إخراج معداتهم قبل الهدم. وفي 7/9 وزعت طواقم بلدية الاحتلال إخطارات خدم لثلاث عائلات في بلدة سلوان. وفي اليوم نفسه أجبرت سلطات الاحتلال فلسطينيًا على هدم دكانه في بلدة سلوان، بذريعة البناء من دون ترخيص، واضطر صاحب الدكان هدمه ذاتيًا، تجنبًا للغرامات الباهظة.

وفي سياق متصل بحرمان الفلسطينيين من السكن، ففي 12/9 استولى مستوطنون على منزل لعائلة إدريس في حي القرمي بالبلدة القديمة، بحماية قوات الاحتلال، وبحسب صاحب المنزل فهو مملوك للعائلة منذ عام 1979، ولديه جميع الأوراق التي تؤكد ملكيتهم للمنزل، وأن المستوطنين استغلوا مرض والدته ووجودهم في المشفى للاستيلاء على العقار.

أما على صعيد المشاريع الاستيطانية، ففي 9/9 ناقشت لجنة “التخطيط والبناء” الإسرائيلية خطتين استيطانيتين، تضمان 3884 وحدة استيطانية جديدة، وبحسب معطيات منظمة “السلام الآن” الإسرائيلية، فإن المستوطنة الأولى ستضم 3500 وحدة استيطانية إلى جانب نحو 1300 غرفة فندية، ستقام قرب مستوطنة “جفعات هاماتوس”. أما الخطة الثانية تتضمن بناء مستوطنة جديدة في قلب حي رأس العامود بالقرب من قرية أبو ديس الفلسطينية، ستضم 384 وحدة استيطانية جديدة، وأشار المشروع إلى اسم المستوطنة الجديدة وهو “كيدمات تسيون”، ستقام بدعم من منظمة “عطيرت كوهانيم” الاستيطانية

قضايا

تصعد سلطات الاحتلال من محاولاتها فرض السيطرة على قطاع التعليم في القدس المحتلة، ففي أسبوع الرصد تابعت قوات الاحتلال عرقلة دخول الطلاب المقدسيين إلى المدارس داخل المسجد الأقصى، وفتشت حقائبهم، ومنعت إدخال كتب المنهاج الفلسطيني. ولا تقف محاولات الاحتلال عند تفتيش كتب الطلاب فقط، ففي 7/9 كشفت مصادر إعلامية فلسطينية، بأن “المعارف” الإسرائيلية هددت المدارس المقدسية بسحب التراخيص في حال تدريس المنهاج الفلسطيني، وبحسب هذه المصادر فقد وجّهت “المعارف” الإسرائيلية كتبًا رسمية لمدارس مدينة القدس، تطالبهم فيها باستلام الكتب التعليمية من بلدية الاحتلال في القدس، كشرط لاعتمادها، مع إجبار مديري المدارس على توزيعها وتدريسها للطلبة، وتضمنت هذه الرسائل ثلاثة بنود وهي:

أن “وزارة المعارف تُمول توزيع كتب تعليمية لمؤسسات تعليمية في القدس الشرقية، وتُوزع بواسطة بلدية القدس، ولا يوجد فيها مضمون تحريضي ضد إسرائيل”.

توقيع مديري المدارس على استلام الكتب “الخالية من التحريض ضد إسرائيل”

التهديد بإلغاء ترخيص المؤسسة التعليمية في حال وجدت المعارف كتبًا تحتوي على مضمونٍ “تحريضي”.

وأثارت هذه الرسائل رفضًا فلسطينيًا كبيرًا، وقال الناطق باسم اتحاد لجان أولياء الأمور في القدس رمضان طه يقول إن تهديدات الاحتلال بسحب ترخيص المدارس التي تُدرس المنهاج الفلسطيني، محاولة ابتزاز للمدارس والمديرين وأهالي الطلبة للقبول بإدخال المناهج الإسرائيلية إلى المدارس، وهو إجراء مرفوض وغير قانوني

المقاومة في القدس

لا تتوقف عمليات المقاومة في القدس المحتلة، ففي 6/9 نفذ الشاب باسل عايد (17 عامًا) من بلدة جبل المكبر عملية طعن في منطقة باب الخليل غرب البدة القديمة، أدت إلى إصابة 3 مستوطنين، وصفت إصاباتهم بأنها ما بين المتوسطة والخطيرة، واعتقلت قوات الاحتلال المنفذ، بعد إطلاق النار عليه. وعلى أثر العملية اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي جبل المكبر وأم ليسون، ودهموا منزل منفذ العملية، وتمشيط محيط منزل منفذ العملية. وأشارت مصادر عبرية بأن المستوى الأمني الإسرائيلي يتخوف من عودة عمليات الطعن في القدس المحتلة، على غرار هبة السكاكين في عام 2015، خاصة أن عمليات المقاومة في الضفة الغربية في تصاعدٍ مستمر، ما يفاقم من استنزاف الاحتلال وعناصره الأمنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com