المطران عطا الله حنا: لن يتمكن أحد من تصفية القضية الفلسطينية فهي قضية حق وعدالة  

القدس المحتلة- البيادر السياسي:ـ قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن الشرق الاوسط الجديد الذي يريده نتنياهو هو شرق اوسط لا مكان فيه للفلسطينيين وهو يعتبر بأن الفلسطينيين لا يستحقون دولة ولن تكون لهم دولة والعالم بأسره شاهد الخارطة التي اظهرها في الامم المتحدة وهي خارطة الشرق الاوسط الجديد كما يدعي .

الفلسطينيون ليسوا بانتظار اعتراف نتنياهو بهم فهم موجودون شاء ام ابى وهذا الوطن هو وطنهم وهذه الارض هي ارضهم وهذه المقدسات هي مقدساتهم وتجاهل نتنياهو لوجودهم وحقهم بالوجود بحرية وكرامة انما لا يلغي وجود هذا الشعب بل يؤكد حقيقة وجب على العالم المتحضر ان يدركها بأننا امام احتلال فاشي عنصري يسعى لشطب الحقوق الفلسطينية والنيل من عراقة الوجود الفلسطيني في هذه البقعة المقدسة من العالم .

لن يتمكن احد من الغاء وجود الشعب الفلسطيني ولن يتمكن احد من تصفية القضية الفلسطينية.

وقد قال لي احد الاشخاص (اتحفظ عن ذكر اسمه) يوم امس ليش يا سيدنا متعب حالك مع قصة فلسطين وحامل السلم بالعرض ؟

وللاسف فإن الجهل جعل البعض يعتقدون هذا الاعتقاد وما السلم الذي نحمله بالعرض كما يدعون الا تأكيدا على مدى جهلهم .

فنحن فلسطينيون هكذا كنا وهكذا سنبقى ونحن مسيحيون ننتمي الى الكنيسة الاولى التي انطلقت رسالتها من هذه الارض المقدسة ونرفض رفضا قاطعا ان يتطاول احد على انتماءنا الروحي وانتماءنا الوطني .

لقد ارسل لي البعض فيديو لشخص يهودي متدين متطرف بالقرب من المدرسة البطريركية الارثوذكسية على جبل صهيون وهو يشتم المسيحيين ويتطاول على السيد المسيح وامه البتول بطريقة بذيئة .

ونحن نقول بأن كل اناء بما فيه ينضح فاذا ما هو شتمنا لا يمكننا ان نشتمه واذا ما اساء الينا والى ايماننا لا يمكننا ان نعامله بنفس الطريقة وحذاري من الوقوع في هذا الفخ فنحن كمسيحيين لنا ادبياتنا واخلاقياتنا ولنا اسلوبنا الخاص في الرد على اية اساءة او تطاول قد نتعرض له او قد يتعرض له ايماننا ورموزنا الدينية .

ان ردنا على هذه الاساءات وهذا ما اقوله لابناءنا بنوع خاص يجب ان يكون من خلال العودة الى جذور الايمان فالمسيحية ليست انفعالا آنيا امام اية اساءة قد نراها بل هي فكر وانتماء وروحانية وتشبث بالايمان القويم .

هنالك من يدعون حرصهم على المسيحية ويدافعون عنها بكلماتهم ولكننا لا نراهم في الكنيسة ولا يتناولون ولا يمارسون ايمانهم فما فائدة ان تدعي انك مدافع عن المسيحية وانت لا تمارس مسيحيتك ، فالمسيحية ليست شعارات رنانة وليست خطابات نارية بل هي محبة ورحمة وسلام وانسانية ودفاع عن المسيحية بالوسائل المسيحية وليس بوسائل اخرى لا تنسجم وقيمنا الايمانية وحضورنا المسيحي العريق في هذه البقعة المقدسة من العالم .

ان هذا اليهودي المتطرف الذي شتم السيد المسيح وامه البتول لم يتمكن من النيل من هذا المجد الالهي ومهما اساءوا لايماننا فلن يتمكنوا من النيل من مكانة السيد المسيح وامه البتول وقديسيه الابرار فلهؤلاء مكانة سامية لم تتمكن من النيل منها اية شتيمة او اي تطاول بأي شكل من الاشكال .

يا ايها المسيحيون عندما ترون ان هنالك من يسيء لايمانكم ولكنيستكم دافعوا وبالاساليب التي لا تتعارض وقيمنا المسيحية فليس مطلوبا ان نشتم من يشتمنا وان نسب من يسبنا فهذه لا تنسجم وقيمنا الايمانية والروحية .

تذكروا ان السيد المسيح وهو معلق على الصليب اهانوه وطعنوه وشتموه ولكنه بقي رب المجد والمخلص والفادي والمعلم ولم يتمكنوا من النيل من رسالته الخلاصية في هذا العالم .

تذكروا بأننا لا نقاوم الشر بالشر ولا نقاوم العنصرية بالعنصرية ولا نقاوم الكراهية بالكراهية لاننا ابناء ذاك الذي قال وهو معلق على الخشبة ” يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com