مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى في عيد “العُرش” وأذرع الاحتلال تفتتح نفقًا جديدًا أسفل المسجد الأقصى

إعداد: علي إبراهيم

شهد أسبوع الرصد تصاعدًا في اقتحامات المسجد الأقصى المبارك بالتزامن مع عيد “العُرش”، إضافةً إلى مشاركة مئات المستوطنين في اقتحام الأقصى، بحماية عناصر الاحتلال الأمنية، وشهدت هذه الاقتحامات أداء المستوطنين للصلوات اليهوديّة العلنية في ساحات الأقصى الشرقية، وبالتزامن مع هذه الاقتحامات فرضت قوات الاحتلال إجراءات أمنية مشددة في أزقة البلدة القديمة وأمام أبواب الأقصى، وعرقلت وصول المصلين إلى المسجد، واعتدت على المرابطين المبعدين عن المسجد. ورصدت مصادر مقدسية اقتحام 4492 مستوطنًا لباحات الأقصى، في شهر أيلول/سبتمبر 2023 الماضي، وإصدار 44 قرار إبعاد عن القدس والأقصى. وخلال الأسبوع الماضي افتتحت سلطات الاحتلال نفقًا جديدًا أسفل المسجد الأقصى. أما على الصعيد الديموغرافي تتابع سلطات الاحتلال تطوير الاستيطان في الشطر الشرقي من القدس، فيما نفذت أذرعه المختلفة 22 عملية هدم في الشهر الماضي. وتسلط القراءة الأسبوعية الضوء على استمرار التفاعل الفلسطيني مع مبادرة “الفجر العظيم”.

التهويد الديني والثقافي والعمراني

تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها شبه اليومية للمسجد الأقصى، ففي 28/9 اقتحم الأقصى 167 مستوطنًا، من بينهم 4 من عناصر الاحتلال الأمنية، وعددٌ من طلاب معاهد الاحتلال التلمودية، تلقوا شروحاتٍ عن “المعبد”. وفي اليوم نفسه أعلنت منظمة “جبل المعبد في أيدينا” بأنها تخطط لتسجيل أرقامٍ قياسيّة في اقتحامات المسجد بالتزامن مع عيد “العُرُش”، وأعلنت مجددًا عن تأمين مواصلات مجانية للمقتحمين. ولم تقف دعوات المنظمات المتطرفة عند هذا الحدّ، ففي 29/9 أعلنت “مدرسة جبل المعبد” عن طقوس سيؤديها المقتحمون قبيل الاقتحام، وبعد دخولهم إلى الأقصى، وتهدف هذه الطقوس لـ”تطهير المعبد”.

ومع حلول “عيد العُرش” تصاعد أعداد مقتحمي المسجد الأقصى، ففي 1/10 بالتزامن مع اليوم الثاني من العيد، اقتحم الأقصى 867 مستوطنًا، بحماية عناصر الاحتلال الأمنية، التي عملت على إفراغ الأقصى من المصلين والمرابطين، وشهد الاقتحام أداء العديد من الطقوس اليهودية، وارتدى عددٌ كبير من المقتحمين ثياب “التوبة” البيضاء. وفي اليوم الثالث من العيد في 2/10، اقتحم الأقصى 1491 مستوطنًا، أدى عددٌ كبيرٌ منهم طقوسًا يهوديّة علنية قرب مصلى باب الرحمة، وشهدت أزقة البلدة القديمة، وخاصة الطرق المؤدية إلى الأقصى اعتداءات عنيفة بحق المرابطين والمرابطات المبعدين عن المسجد، واعتقلت قوات الاحتلال عددًا منهم، وتشهد القدس المحتلة بالتزامن مع هذا العيد إجراءاتٍ أمنية مشددة. وفي 3/10 تزامنًا مع اليوم الرابع لعيد “العُرش”، اقتحم الأقصى نحو 800 مستوطنًا، أدى عددٌ من المستوطنين طقوسًا يهودية علنية في ساحات الأقصى الشرقية، واستبقت قوات الاحتلال الاقتحامات، وفرضت قيودًا مشددة في البلدة القديمة، وعرقلت وصول المصلين إلى المسجد الأقصى.

وحول أعداد مقتحمي المسجد الأقصى في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، وثقت شبكة القسطل اقتحام 4492 مستوطنًا، من بينهم أعضاء سابقون في “الكنيست” وحاخامات. وفي الشهر الماضي أصدرت سلطات الاحتلال 44 قرار إبعادٍ عن البلدة القديمة والمسجد الأقصى، بحسب مركز معلومات وادي حلوة، وشملت القرارات مقدسيين وفلسطينيين من الداخل المحتل.

وشهد أسبوع الرصد تطورًا جديدًا في الحفريات أسفل الأقصى وفي محطيه، ففي 30/9 افتتحت سلطات الاحتلال نفقًا جديدًا يمتدّ من ساحة البراق المحتلة إلى القصور الأموي جنوبي المسجد الأقصى، ويبلغ طول هذا النفق بحسب مصادر مقدسية نحو 200 متر، ويصل ارتفاعه إلى نحو 15 مترًاـ ويتضمن النفق متحفًا ومعرض صورٍ يتناول تاريخ القدس بحسب وجهة نظر الاحتلال، إلى جانب العديد من الصور “للمعبد” المزعوم، ويقدم النفق ترويجًا مكثفًا “للمبعد” باللغات العبرية والإنجليزية والعربية.

التهويد الديموغرافي

لا تتوقف أذرع الاحتلال عن إقرار المزيد من المشاريع الاستيطانية الضخمة، ففي 27/9 كشفت مصادر عبرية بأن الاحتلال يسعى إلى بناء عشرات آلاف الوحدات الاستيطانية قبل عام 2030، وبدأت باكورة هذه المشاريع بإطلاق حكومة الاحتلال العمل على بناء نحو 18 ألف وحدة استيطانية، من بينها 5 مشاريع استيطانية جديدة في القدس المحتلة. وبالتوازي مع رفع أعداد الوحدات الاستيطانية تعمل أذرع الاحتلال على تطوير البنية التحتية للاستيطانية، وخاصة شبكات الطرق، لتعزيز التواصل ما بين المستوطنات وعزل المناطق الفلسطينية عن بعضها. إلى جانب استمراره في هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ومحاولة الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، بذرائع مختلفة.

وفي سياق رصد أعداد المنشآت المهدمة في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، رصد مركز معلومات وادي حلوة تنفيذ سلطات الاحتلال 22 عملية هدم في القدس المحتلة، من بينها 9 عمليات هدم نفذها أصحابها بضغطٍ من سلطات الاحتلال، وشملت منازل، وغرف، ومنشآت تجارية، وحيوانية.

التفاعل مع القدس

في 29/9 أدى آلاف المصلين صلاة الفجر في المسجد الأقصى، في استمرارٍ للتفاعل الفلسطيني مع مبادرة “الفجر العظيم”، وشهدت باحات المسجد الأقصى توافد آلاف المصلين من القدس المحتلة، والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، وعلى أثر انتهاء الصلاة يبقى العديد من المصلين في جنبات المسجد مشاركين بجلسات الذكر وقراءة القرآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com