الصحفي المقدسي جاك خزمو كان إنسانًا وطنيًا مخلصًا لوطنه وقضيته.. د. سامي الصايغ

الصحافي المقدسي جاك يوسف خزمو مؤسس مجلة ” البيادر السياسي “، ورئيس تحريرها .

عرف الأستاذ جاك خزمو منذ انطلاق البيادر الأدبي عام 1976، ومن ثم البيادر السياسي عام 1981، كان إنساناً وطنياً مخلصاً لوطنه وقضيته، دافع عن قضايا وهموم شعبه، وتعرض خلال مسيرته الإعلامية الطويلة التي امتدت لعدة عقود إلى الكثير من المضايقات والاضطهادات من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وبقي مناضلًا منادياً بحق الصحافة الفلسطينية، ووقف أمام الإجراءات العسكرية الإسرائيلية مطالباً بحقوق الصحفيين، وانتصر على الرقابة العسكرية في ساحات القضاء، كما بقي صامداً في مدينته القدس، مدافعاً عنها ، ومطالباً بإنصافها وحمايتها ، وحماية مقدساتها وأبنائها، رافضاً كل أساليب التهجير والتطفيش التي استخدمها الاحتلال بحقه وبحق أبناء شعبه .

كان يهوى القراءة واقتناء الكتب ، وقراءة الكثير من الأعمال التاريخية والأدبية.

من مواليد حارة الأشرفية بالبلدة القديمة في القدس عام 1951، تلقى تعليمه في مدرسة مارتن لوثر الإعدادية في القدس القديمة، ثم تخرج من مدرسة المطران الثانوية بالقدس عام 1969 .

حصل على شهادة الدبلوم من كلية بيرزيت عام 1971، وشهادة البكالوريوس في الكيمياء من الجامعة الأمريكية عام 1973 .

أسس واحدة من أهم المجلات الأدبية والسياسية في القدس آنذاك ،وهي مجلة البيادر الأدبية ، التي ساهمت في إنشاء اتحاد الكتاب الفلسطينيين، ثم أسس مجلة “ البيادر السياسي ” وهي من أوائل المجلات السياسية التي صدرت في القدس بعد الاحتلال عام 1967، وهي أول مجلة أسبوعية، والتي كانت في ذلك الوقت نقلة نوعية ، حيث صدر العدد الأول منها في 1 نيسان 1981 في مدينة القدس .

كانت البيادر توزع في جميع أنحاء فلسطين والقاهرة وأوروبا وأمريكا الشمالية، ضمن اشتراكات سنوية (عبر البريد) إلى الجاليات الفلسطينية في معظم دول العالم، وتطل على العالم الخارجي أيضاً عبر موقعها الالكتروني .

كانت مجلة البيادر مجلة مستقلة في آرائها ومواقفها، وتؤمن بحرية الصحافة ، وتعدد الآراء ، وتعرضت إلى العديد من الإجراءات القمعية والتعسفية الإسرائيلية خلال فترة صدورها ومنها : منع توزيع المجلة لمدة ثلاث سنوات ونصف في الضفة الغربية وقطاع غزة (1982-1985) ، وكان توزيعها بسبب ذلك يقتصر على القدس والجولان وفلسطين المحتلة عام 1948 ، وتعرضت للكثير من المداهمات ، ناهيك عن مقص الرقابة الإسرائيلي الحاد، وقد رفعت الرقابة العسكرية الإسرائيلية دعوى قضائية ضد المجلة, واستمر التداول في المحاكم لمدة 5 سنوات كاملة، وتمت تبرئة ساحة المجلة ، كما تم مصادرة العديد من أعدادها في عدد من المناطق واعتقال حامليها، واعتقال عدد من الصحفيين العاملين فيها ، حيث تعرض الناشر ورئيس التحرير جاك خزمو إلى اعتقال واستجوابات وتهديدات واعتداءات كادت تودي بحياته، كذلك تعرض بيته إلى إطلاق النار ومحاولة حرق سيارته، وتعرضت نائبة رئيس تحريرها السيدة ندى خزمو إلى سلسلة من الاعتداءات، وكان أهمها قيام الشرطة الإسرائيلية وقوات حرس الحدود بالاعتداء بالضرب عليها يوم 21\7\1988 ، وتعرضت نتيجة الضرب إلى الإجهاض، واستمرت المحاكمة 5 سنوات، حيث تمت تبرئتها أيضاً ، بالإضافة إلى التهديد والملاحقة في الولايات المتحدة الأمريكية أثناء حضورها مؤتمر حول النشر .

ورغم ذلك فلقد صمدت البيادر في وجه كل الصعوبات، واستمرت في الصدور رغم تعرضها لعدة أزمات مالية.

غطت البيادر أحداث الانتفاضة الأولى بكافة تفاصيلها، وكانت المرجع الرئيسي لأسماء الشهداء والمعتقلين، كذلك فتحت صفحاتها للمعتقلين حيث توضع أولوية النشر لمواضيع المعتقلين في سجون الاحتلال ، وكذلك تغطي جميع المواضيع المتعلقة بهم وبمعاناتهم .

كذلك كتب في أخبار البلد بعد أن كان قد قرر اعتزال الكتابة لانشغاله بمعركته مع المرض، لم يتردد للحظة وبدا تزويد أخبار البلد بمقالات بشكل أسبوعي، وفي بعض الأحيان أكثر من مقالة خلال الأسبوع الواحد ، فلقد كان غزير الإنتاج رغم الآلام القاتلة التي كان يعانيها بسبب المرض ، لكن قلمه لم يصب بأي اهتزاز، ولم يغير مواقفه القومية العربية التي بقى يؤمن بها حتى آخر اللحظات في حياته ، واستمر بالكتابة ل ” أخبار البلد ” لأكثر من ثلاث سنوات بشكل منتظم .

توفي في مدينة القدس بتاريخ 5 يونيو/حزيران عام 2020

الدكتور سامي الصايغ

المصادر : أخبار البلد ، وكالة صفا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com